فلما كانت الليله الرابعه قالت شهرذاد اشتد على العابد الزاهد حديث الشيطان
وآلمه فقال له
تعطى لنفسك اهميه مع انك بلا معنى عند الانسان الصالح
بل انك ملتصق فى ذهنى بالشر فانت والشر متلازمان اينما تحل واينما تكون
اما انا الانسان فانا الذى استخلفنى سبحانه فى الارض وسخر لى كل ما عليها من حيوان وجماد
ووهبنى العقل الذى به اعمر الارض واسخر به الرياح واروض به الوحوش واسخر البحار والانهار
اتعرف لما فضلنى الله عليك وعلى كل الملائكه؟
الملائكه الآخرون لا خيار لهم هم عباد لله لايملكون خيارا آخر
اما الانسان الصالح فهو يختار بين العصيان وبين الصلاح فيختار الصلاح فهو بذلك افضل
ويباهى به الله يوم القيامه الملائكه
وانت ليس لك خيار فانت ليس لك الا العصيان هذا ديدنك لا يمكن ان تكون صالحا
الاختيار الذى تحدثت عنه هو ما يفضلنى عن العالمين
هذا اذا كان لك فرصه للاختيار فانت نحو مصير محتوم نحو قدر مقدر لك
والاقل كيف يختار من اذا لم يسرق سيموت جوعا؟
او من يمرض ولا يجد ثمن الدواء؟
او من كتب عليه الميلاد فى اسره جاهله فقيره؟
او من ولد بوذيا او باى ديانه اخري؟
اي خيار لمن كان قدره الفقر والجهل والمرض؟
انت دخلت على اراده الله على الحساب والعقاب وهذا ليس من شئون انها شئون الخالق
كيف وانتم تكفرون وتمنحون صكوك الغفران؟
هذه شئون الخلق لادخل لبشر بها
والقتل والاغتصاب بانواعه واسلحه الدمار اهذه هى عماره الارض التى تتحدث عنها؟
انت تحصر وجود الانسان على الارض فى هذه الاشياء وتنكر كل المخترعات فى كل المجالات
فى الطب فى الهندسه فى كل العلوم
انا لاانكر لكن احكى لى تاريخ الانسان هل تجد فيه الا الحروب
حتى فى حكاياتكم للتاريخ تقولون قبل الحرب وبعد الحرب
الحياه الدنيا التى تقول انكم مستخلفون فيها سوف تدمرونها
وهنا ادرك شهرزاد الصباح
والى الليله التاليه